logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج

كلمة السيّد الأمين العام خلال مشاركته في الشق رفيع المستوى من الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان

السَّيِّدُ الرَّئِيس، 
السَّيِّدُ المُفَوَّضُ السَّامِي،
أَصْحَابُ المَعَالِي وَالسَّعَادَة،
السَّيِّدَاتُ الفُضْلَيَاتُ، السَّادَةُ الأَفَاضِل،

 

يَطِيبُ لِي بِدَايَةً أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ، سَعَادَةَ السَّفِيرِ يُورْغ لَاوْبَر(Jürg LAUBER)، المُـمَثِّلَ الدَّائِمَ لِلكُونْفِدِرَالِيَّةِ السوِيسْرِيَّة، بِأَحَرِّ التَّهَانِي بِمُنَاسَبَةِ تَوَلِّي بِلَادِكُمْ رِئَاسَةَ مَجْلِسِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ هَذِهِ السَّنَة، مُعْرِبًا لَكُمْ عَنْ دَعْمِ بِلَادِي واسْتِعْدَادِهَا لِلتَّعَاوُنِ مَعَكُمْ مِنْ أَجْلِ إِنْجَاحِ أَعْمَالِ هَذِهِ الدَّوْرَةِ.

كَمَا أَوَّدُ أَنْ أُثْنِي عَلَى الجُهُودِ المُبْذُولَةِ مِنْ قِبَلِ المُفَوَّضِ السَّامِي، السَّيِّدِ "فُولْكَرْ تُورْكْ"، لِتَرْقِيَةِ وَحِمَايَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ العَالَمِ، مُؤَكِّدِينَ لَهُ دَعْمَنَا الدَّائِمَ وَالمُطْلَقَ لِنَجَاحِ مَهَامِهِ النَّبِيلَةِ.

السَّيِّدُ الرَّئِيس،

تَنْعَقِدُ جَلْسَتُنا هَذِهِ فِي سِيَاقٍ مُثْقِلٍ بِالتَّحَدِّيَاتِ وَالتَّعْقِيدَاتِ، مِمَّا يَتَطَلَّبُ مِنَّا ضَرُورَةَ تَفْعِيلِ وَإِصْلَاحِ آلِيَّاتِ العَمَلِ الدَّوْلِيِّ مُتَعَدِّدِ الأَطْرَافِ، بَعِيدًا عَنْ أَيِّ تَسْيِيسٍ أَوِ انْتِقَائِيَّةٍ أَوِ ازْدِوَاجِيَّةٍ فِي المَعَايِيرِ. وَهِيَ الضَّرُورَةُ الَّتِي تُعْتَبَرُهَا بِلَادِي قَنَاعَةً رَاسِخَةً وَتَعْمَلُ عَلَى إِعْلَائِهَا وَتُطَالِبُ بِتَكْرِيسِهَا فِي كَافَّةِ المَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ، خَاصَّةً مُنْذُ تَبَوُّئِهَا العُضْوِيَّةَ فِي كُلٍّ مِنْ مَجْلِسِ الأَمْنِ الأُمَمِي وَمَجْلِس حُقُوقِ الإِنْسَانِ.

وَاِسْمَحُوا لِي، مِنْ هَذَا المِنْبَرِ، أَنْ أُعَبِرَ عَنْ قَلَقِ بَلَدِي البَالِغِ إِزَاءَ اسْتِمْرَارِ تَفَاقُمِ الوَضْعِ الإِنْسَانِي فِي الأَرَاضِي الفِلَسْطِينِيَّةِ المُحْتَلَّةِ، نَتِيجَةَ حَرْبِ الإِبَادَةِ الجَمَاعِيَّةِ الَّتِي يُمَارِسُهَا الاحْتِلاَلُ الإِسْرَائِيلِي الغَاشِمُ مُنْذُ أُكْتُوبَرَ 2023، وَمَا انْجَرَّ عَنْهَا مِنْ أَزْمَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ حَادَّةٍ، لاَ تَزَالُ تَبِعَاتُهَا مُسْتَمِرَّةً رَغْمَ تَوَصُّلِ جُهُودِ الوَسَاطَةِ الدَّوْلِيَّةِ إِلَى اتِّفَاقِ وَقْفِ إِطْلاَقِ النَّارِ.

وَفِي هَذَا السِيَاقِ، تُجَدِّدُ الجَزَائِرُ دَعْوَتَهَا إِلَى مُوَاصَلَةِ الدَّعْمِ الدَّوْلِيِّ لِاتِّفَاقِ وَقْفِ إِطْلاَقِ النَّارِ والاِلْتِزَامِ بِتَنْفِيذِهِ، وَتُعْرِبُ، فِي الوَقْتِ ذَاتِهِ، عَنْ رَفْضِهَا القَاطِعِ لِمَا يَتِمُّ تَدَاوُلُهُ مِنْ مُخَطَّطَاتِ التَّهْجِيرِ لِإِفْرَاغِ غَزَّةَ مِنْ سُكَّانِهَا الأَصْلِيِّينَ ضِمْنَ مُخَطَّطٍ أَوْسَعَ يَسْتَهْدِفُ ضَرْبَ المَشْرُوعِ الوَطَنِيِّ الفِلَسْطِينِيِّ.

السَّيِّد الرَّئِيس،

أَغْتَنِمُ سَانِحَةَ اجْتِمَاعِنَا هَذَا لِلتَّنْدِيدِ بِالانْتِهَاكَاتِ المُمنْهَجَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ وَالقَانُونِ الدَّوْلِيِّ الإِنْسَانِيِّ فِي إِقْلِيمِ الصَّحْرَاءِ الغَرْبِيَّةِ مِنْ طَرَفِ الاحْتِلاَلِ المَغْرِبِيِّ، دَاعِيًا مَجْلِسَ حُقُوقِ الإِنْسَانِ بِكَافَّةِ آلِيَّاتِهِ لِتَوْثِيقِ هَذِهِ الانْتِهَاكَاتِ وَإِعَادَةِ تَفْعِيلِ البَعَثَاتِ الفَنِّيَّةِ لِلْمُفَوَّضِيَّةِ السَّامِيَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ إِلَى الصَّحْرَاءِ الغَرْبِيَّة.

كَمَا تُؤَكِّدُ بِلَادِي دَعْمَهَا الثَّابِتَ لِحَقِّ الشَّعْبِ الصَّحْرَاوِيِّ الشَّقِيقِ فِي تَقْرِيرِ مَصِيرِهِ وَإِنْهَاءِ الاحْتِلاَلِ المُسَلَّطِ عَلَى أَرَاضِيهِ، وَتَدْعُو مُنَظَّمَةَ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ لِمُضَاعَفَةِ جُهُودِهَا عَبْرَ المُبَعُوثِ الشَّخْصِيِّ لِلأَمِينِ العَامِّ فِي الصَّحْرَاءِ الغَرْبِيَّةِ، السَّيِّدِ سْتَافَان دِي مِيسْتُورَا (Stafan DE MISTURA)، لِتَمْكِينِ طَرَفَيِ النِّزَاعِ مِنِ اسْتِئْنَافِ مَسَارِ المُفَاوَضَاتِ المُبَاشِرَةِ، لِلتَّوَصُّلِ إِلَى حَلٍّ سِيَاسِيٍّ يَقْبَلُهُ الطَّرَفَانِ فِي إِطَارِ الشَّرْعِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ.

السَّيِّدَاتُ وَالسَّادَةُ،

عَلَى الصَّعِيدِ الوَطَنِيِّ، تَعْتَبِرُ بِلَادِي تَرْقِيَةَ وَحِمَايَةَ حُقُوقِ الإِنْسَانِ أَوْلَوِيَّةً قُصْوَى، حَيْثُ عَمِلَتْ مُنْذُ اسْتِقْلَالِهَا عَلَى تَعْزِيزِ المُؤَسَّسَاتِ وَالآلِيَّاتِ الَّتِي تَضْمَنُ احْتِرَامَ الحُقُوقِ وَالحُرِّيَّاتِ الأَسَاسِيَّةِ لِجَمِيعِ مُوَاطِنِيهَا. وَهُوَ المَجَالُ الذِي عَرَفَ تَطَوُرًا مَلْحُوظًا مُنْذُ انْتِخَابِ السَّيِّدِ عَبْدِ المَجِيدِ تَبُّون رَئِيسًا لِلْجُمْهُورِيَّةِ، تَجَسَّدَ مِنْ خِلَالِ تَنْظِيمٍ وَإِطْلَاقِ العَدِيدِ مِنَ البَرَامِجِ وَالوَرْشَاتِ الإِصْلَاحِيَّةِ فِي كَافَّةِ المَجَالاتِ وعَلى جَمِيعِ المُسْتَوَيَاتِ.

 

السَّيِّد الرَّئِيس،

فِي إِطَارِ تَأْكِيدِ اِلْتِزَامِهَا وَدَعْمِهَا لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ وَتَعْزِيزِ عَلَاقَاتِ التَعَاوُنِ الثُنَائِيَةِ مَعَ المُفَوَضِيَةِ السَّامِيَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ، قَرَّرَتِ بِلَادِي مُضَاعَفَةَ مُسَاهَمَتِهَا المَالِيَةَ فِي مِيزَانِيَةِ المُفَوِضِيَةِ لِسَنَةِ 2025 لسَدِّ احْتِيَاجَاتِهَا ودعم جُهُودِهَا في أَدَاءِ المَهَامِ المُوكَلَةِ إِلَيْهَا.

وفِي مَسْعَاهَا الرَّامِي لِتَمتِينِ رَوَابِطِ التَعَاوُنِ مَعَ الآلِيَاتِ الخَاصَّةِ بِحُقُوقِ الإِنْسَانِ، اسْتِقْبَلَتْ الجَزَائِرِ سَنَةَ 2023، كًلًّا مِنْ السَّيِّدِ كْلِيمَان نِيَالِيتْسُوسِي فُولْ (Clement NYALETSOSSI VOULE)، المُقَرِّرِ الخَاصِّ المُكَلَّف بِحُرِّيَّةِ التَّجَمُّعِ السِّلْمِيِّ وَتَكْوِينِ الجَمْعِيَّاتِ، وَالسَّيِّدَةِ مَارِي لاوْلُور(Mary LAWLOR)، المُقَرِّرَةِ الأُمَمِيَّةِ الخَاصَّةِ بِالمُدَافِعِينَ عَنْ حُقُوقِ الإِنْسَانِ. كَمَا َتُتَابِعُ بِلَادِي عَن كَثَبٍ تَقْرِيرَ هَذِهِ الأَخِيرَةِ، الَّذِي سَتُقَدِّمُهُ خِلَالَ هَذِهِ الدَّوْرَةِ. وَكُلُّهَا فَخْرٌ بِكَوْنِهَا البَلَدَ الوَحِيدَ فِي المِنْطَقَةِ الَّذِي جَسَّدَ زِيَارَةَ السَّيِّدَةِ لاوْلُور (LAWLOR).

وَأَغْتَنِمُ هَذِهِ الفُرْصَةَ لِأُجَدِّدَ دَعْوَةَ بِلَادِي لِاسْتِقْبَالِ السَّيِّدِ فُولْكَر تُورْكْ (Volker TURK)، المُفَوَّضِ السَّامِيِّ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ، للقِيَامِ بِزِيَارَةِ عَمَلٍ إِلَى الجَزَائِرِ.

وَفِي خِتَامِ مُدَاخَلَتِي هَذِهِ، أُجَدِّدُ التِزَامَ الجَزَائِرِ بِمُوَاصَلَةِ تَعَاوُنِهَا البَنَّاءِ مَعَ مَجْلِسِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ وَمُخْتَلَفِ آلِيَّاتِهِ لِتَرْقِيَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ وَحِمَايَتِهَا عَلَى المُسْتَوَيَيْنِ الوَطَنِي وَالدَّوْلِي، بِدُونِ تَرْجِيحٍ أَوْ إِغْفَالٍ لِأَيِّ حَقٍّ مِنَ الحُقُوقِ.

شُكْرًا لَكُمْ عَلَى كَرَمِ الإِصْغَاءِ.

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج