كلمة الأمين العام، السيّد لوناس مقرمان، بالندوة الدولية حول البيئة والطاقة البديلة
السيدات والسادة الوزراء
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أشارككم هذا الحدث واغتنم هذه الفرصة لأتوجه بخالص الشكر لأعضاء اللجنة المميزين على جودة مداخلاتهم وأفكارهم القيمة.
كما أهنئ مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية على التزامها الثابت والملحوظ من أجل القضية العادلة للشعب الصحراوي الذي لا يزال يخضع للاحتلال والانتهاكات الخطيرة لأبسط حقوقه، وهو موقف يُعبّر عن الحرص الدائم لأعضاء هذه المجموعة على التمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ولا يفوتني أن أغتنم هذه السانحة لأنحني بكل اجلال وتقدير أمام روح الأستاذ Gilles Devers ، الذي رحل عنا مؤخرا، مستحضرا دفاعه بحماس عن القضايا العادلة في العالم، ولا يزال التزامه وكفاحه من أجل حرية وكرامة الشعبين الفلسطيني والصحراوي مصدر إلهام لنا جميعا في سعينا من أجل الحرية والعدالة والكرامة لجميع الشعوب التي لا تزال تقبع تحت الاحتلال الغاشم.
كما نحيي تواجد ابنه بيننا السيد Manuel Devers، ونرحب به أكبر ترحيب، كما نثمن تدخله القانوني وتحليلاته الوجيهة والمميزة.
وهنا، نشيد باختيار المجموعة لموضوع هذا الحدث الجانبي، وهو الغسيل الأخضر في الصحراء الغربية، والذي يمثل نتيجة مباشرة لنهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي المضطهد، حيث اضطر العشرات من الآلاف من ابنائه اللجوء إلى الجزائر.
ويضاف إلى هذه الانتهاكات لحقوق الانسان استبعاد المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية التي تحاول توثيق الحقائق السائدة في الأراضي المحتلة. ويجدر الذكر في هذا المقام أن المينورسو تظل بعثة حفظ السلام الوحيدة التي ليس لها ولاية في مجال حقوق الانسان، وهي الملاحظة التي ما انفك السيد الأمين العام للأمم المتحدة اثارتها في جميع تقاريره المقدمة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما أكدت مؤخرا محكمة العدل التابعة للاتحاد الاوروبي، في أكتوبر 2024، إلغاء الاتفاقيات بين الاتحاد الاوروبي والمغرب، والتي شملت الصحراء الغربية بشكل غير قانوني، وذكّرت بصفة لا غبار عليها أن موافقة الشعب الصحراوي تشكل المعيار الوحيد لتقييم شرعية الأنشطة الاقتصادية في الأراضي المحتلة.
السيدات والسادة الوزراء
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
أمام كل هذه الحقائق، يتوجّب على المجتمع الدولي أن يتحرك ويتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه هذا الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال المغربي. كما تقع على عاتق الأمم المتحدة مسؤولية تنظيم الاستفتاء الذي وعدت به منذ عقود لضمان حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير، فضلا عن سيادته على أراضيه وموارده الطبيعية التي يتم استغلالها بطريقة غير شرعية من قبل القوة القائمة بالاحتلال.
إن الجزائر، التي واصلت الدعوة إلى تعبئة المجتمع الدولي لوضع حد لهذا الظلم التاريخي، لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء الصمت أمام ما يحدث في الصحراء الغربية والتّمادي في إنكار حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وسيادته على موارده الطبيعية، الأمر الذي يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان وحقوق الشعوب.
وفي الختام، نجدد تهانينا لمجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية على تعبئتها المتواصلة من أجل القضية العادلة للشعب الصحراوي، ونشجعها على الاستمرار في الدفاع عنها في المنابر والمحافل الدولية لتتويج نضال هذا الشعب باستعادة حقوقه الأساسية في الحرية والسيادة على أراضيه.
أشكركم على كرم الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته