كلمة السيد الوزير، أحمد عطاف، خلال لقائه بأفراد الجالية الوطنية المقيمة بجمهورية بولندا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين
أخواتي الفضليات، إخواني الأفاضل، بنات وأبناء الجزائر المقيمين بهذا البلد الصديق،
- إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن تُتاح لي اليوم، في ختام الزيارة الرسمية التي أقوم بها إلى جمهورية بولندا، فرصةُ اللقاءِ بكم، والاطمئنان على أحوالكم، والاستماع إلى اهتماماتكم وانشغالاتكم.
- واسمحوا لي، بادئ ذي بدء، أن أنقل إليكم، من هذا المنبر، تحيات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي حمّلني إياكم رسالةَ مودّة وتقدير نظير الهَبَّةِ التضامنية التي أظهرتموها قبل سنتين تجاه إخوانكم الجزائريين الذين نزحوا من أوكرانيا في أعقاب الصراع الذي نشبهناك.
- وليس هذا بالغريب ولا بالمفاجئ، لأن أرض الجزائر رسّخت فيكم قيم الكرم والسخاء والنُبل تجاه أهلكم وذويكم.
- إنّ عملية الإجلاء هذه، التي سخرت لها السلطات الجزائرية آنذاك كل الامكانيات البشرية والمادية والدبلوماسية، قد أملاها حرص السيد رئيس الجمهورية على صون أرواح وكرامة المواطنين الجزائريين أينما كانوا وحيثما وجدوا، لاسيما عندما تواجههم أخطار مُحدقة وظروف حالكة كتلك التي فرضتها نزاعات مسلحة في بعض المناطق من العالم.
- فرئيس الجمهورية، مثلما تعلمون، يولي اهتماما بالغاًلأحوال المواطنيين الجزائريين بالمهجر، وهو الاهتمام الذي صاحبه تصورٌ شامل حول دور ومكانة جاليتنا في مسار التجديد الوطني الذي انتهجه السيد الرئيس بغرض إرساء ركائز جزائر جديدة لا تنفك عن الذَّوْدِ عن مصالحها ولا تتأخر في الدفاع عن مصالح أبنائها داخل الوطن وخارجه.
- والحقيقة أن هذا التصور قد تمت ترجمته على أرض الواقع ليغدو واقعاً ملموساً عبر جملة من التدابير والسياسات التي سمحت بالتكفل بانشغالاتٍ طالما أَرَّقَتْ أفراد جاليتنا الوطنية لعقود طويلة، على غرار التكفل بمصاريف نقل الجثامين إلى أرض الوطن، والسماح لأفراد الجالية بالانتساب الطوعي إلى النظام الوطني للتقاعد، وتخصيص حصص من البرامج السكنية لأبناء المهجر،والتمتع بالامتيازات المقررة بشأن إنشاء المؤسسات المصغرة، ناهيك عن عصرنة الخدمات القنصلية وتحسين ظروف استقبال مواطنينا بالخارج خلال موسم الاصطياف.
- علاوة على ذلك، تحرص السلطات العمومية على إشراك أفراد الجالية في مجهود التنمية الوطنية، لاسيما في ظل المكاسب الهامة واللافتة التي تم إحرازها على كافة الأصعدة بفضل الإصلاحات العميقة التي أقرّها السيد رئيس الجمهورية. وهي الإصلاحات التي مكّنت بلادنا من الحفاظ على الاستقرار السياسي، والنهوض بالاقتصاد الوطني،وترسيخ الطابع الاجتماعي للدولة، وتعزيز مكانة الجزائر وثُقْلِهَا على المستويين القاري والدولي.
- ولا يراودني أدنى شك أنكم تتابعون كل صغيرة وكبيرة، بل كل شاردة وواردة تَمُتُّ بصلة لوطننا الجزائر:
- الجزائر التيتتعافى اليوم من آثار حقبة خطيرة كادت أن تعصف بأركانها وروافدها،
- والجزائر التي تنعم اليوم بالأمن والأمان والاستقرار في منطقة صارت عنواناً للاأمن واللاأمان واللااستقرار،
- والجزائر التي استكملت اليوم بناء مؤسساتها وهي ماضية في بناء صرحدولة الحق والقانون كإطار جامع لأبناء الوطن الواحد والموحد دون أدنى تمييز أو تفريق أو تهميش،
- والجزائر التي تقطع اليوم أشواطاً معتبرة نحو تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة بعقول جزائرية وبسواعد جزائرية أماطت اللثام عن قُدُرات هذا البلد،وسلّطت الأضواء علىمُقَدِّراتِه، ووظَّفت هذه القُدُرات وهذه المُقَدِّرات في خدمة اقتصاد وطني نشط ومتنوع وقوي، اقتصاد يخلق الثروة ويحرص على حسن توزيعها، واقتصاد متفتح قادر على التقيد بلوازم الانتاجية والتحكم في شروط التنافسية.
- وعلى هذا الأساس، فإنّ الأبواب مفتوحة أمامكم ، كُلٌّ من مركزه، وكُلٌّ من موقعه، وكُلٌّ في مجال تخصصه،للإسهام في النهضة الوطنية الشاملة والواعدة التي تشهدها الجزائر.
- كما أنّ اسهامكم هذايشمل أيضاً انخراطكم الفعليوالفعال في الحياة السياسية الوطنية من خلال المشاركة بقوة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة،والتي سَتُضِيفُ لَبِنَةً جديدة إلى بناء صرح الدولة الوطنية القوية، والدولة الوطنية الجامعة، والدولة الوطنية الجديرة بتضحيات الأجيال السابقة والمُلَبِّيَةِ لتطلعات الأجيال الحاضرة والآتية.
- أقول قولي هذا وكلي يقين أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستُشكل لا محالة محطةً إضافية لتدعيم اللحمة الوطنية ومناسبةً مُتجددة لإعطاء صورة ناصعة عن وعي الشعب الجزائري وتشبته بأصالته وبقيمه الراسخة.
- وفي ختام كلمتي هذه، أجدد لكم شكري وامتناني على حضوركم اليوم ومشاركتكم في هذا اللقاء، مؤكدا لكم حرص السلطات العمومية على مواصلة توفير كافة أشكال الدعم والمساندة لكم للتخفيف من وطأة غُرْبَتِكُمْ،وتعزيز ترابطكم بوطننا الأم كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن ومن شعبه الأبي.
- شكراً على كرم الإصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج