كلمة السيد الوزير، أحمد عطاف، خلال الندوة الصحفية التي جمعته بنظيرته السلوفينية
مساء الخير عليكم جميعا،
- أود بدايةً أن أجدد التعبير عن عميق شكري وبالغ امتناني لزميلتي معالي الوزيرة Tanja Fajon، على الدعوة والعناية وحسن الاستقبال، وكذا على إعداد برنامج عمل ثري لهذه الزيارة الرسمية.
- لقد تشرفت وسُعِدت باللقاءات التي حظيت بها مع رئيسة المجلس الوطني، ومع رئيس الوزراء، وكذا مع زميلتي معالي الوزيرة. وهي اللقاءات التي أكدت في مجملها على ثلاث معطيات رئيسية:
- المعطى الأول: وهو المُتمثل في اعتزازنا المشترك بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الجزائرية-السلوفينية، سواء من ناحية تصاعد وتيرة تبادل الزيارات على أعلى مستوى، أو من ناحية ارتفاع حجم التعاون الثنائي واتساع قاعدة أولوياته.
- المعطى الثاني: وهو المُعبر عن ثقتنا الكبيرة في الآفاق الواعدة لهذه العلاقات بالنظر لمقومات التعاون والتكامل التي يزخر بها بلدانا، وكذا بالنظر لما يجمعنا من توافق سياسي حول ما يحيط بنا في عالم اليوم من تطورات متسارعة واضطرابات مقلقة واختلالات في موازين القوى الكبرى.
- المعطى الثالث: وهو المتجسد في التزامنا المشترك بمضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من المكاسب، سواء فيما يتعلق بالمجال الطاقوي الذي تَهَيْكَلَ حوله تعاونُنا الثنائي لحد الآن، أو فيما يخص عديد المجالات الأخرى التي نثق أنها سَتُقدم إضافةً نوعية لشراكتنا المتجددة، على غرار الصناعة الصيدلانية، والذكاء الاصطناعي، والتعليم العالي، وكذا تكنولوجيات الفضاء والطاقات المتجددة.
- ولا يسعني في هذا المقام، إلا أن أعرب عن تطلعنا لتجسيد ما ينتظرنا في قادم الأيام والأشهر من رزنامة عمل متنوعة وثرية وطموحة في ذات الحين. وهي الرزنامة التي تشمل برمجة زيارات رسمية من الجانبين على أعلى مستوى، وإثراء الإطار القانوني للتعاون الثنائي، وتنظيم الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي، وكذا تأسيس وتفعيل مجلس مشترك لرجال الأعمال.
- وفي ذات السياق، سَأَسْعَدُ عشية اليوم بالإشراف رفقة زميلتي معالي الوزيرة على مراسم تدشين سفارة الجزائر بليوبليانا، وهي السفارة التي ستعمل سوياً مع نظيرتها، سفارة سلوفينيا بالجزائر، لتمكيننا من تجسيد هذا البرنامج الطموح والواعد.
- إن الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الجزائرية-السلوفينية يتجسد أيضاً في التنسيق المحكم والهادف بين بَلَدَيْنَا في إطار عهدتَيْهِمَا كعضوين غير دائمين بمجلس الأمن، وهو التنسيق الذي يستمد قوته من التزامنا المشترك بمنظومة القيم والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.
- ومن هذا المنظور، فإننا نتطلع بكل ثقة إلى الرئاسة السلوفينية لمجلس الأمن الشهر المقبل، وكلنا يقين بأنها ستكون رئاسة متميزة وبأنها ستترك بصمة فريدة ومتفردة في أشغال المجلس. وأود أن أؤكد هنا أن الجزائر ستدعم بكل قوة رئاسة بلدكم الصديق لمجلس الأمن، لأن نجاحَ سلوفينيا هو نجاحٌ للجزائر، ونجاحٌ لأنصار الحق والشرعية، ونجاح للتواقين إلى العدالة والإنصاف، ونجاح للمتمسكين بشرعية ومشروعية ما تقره المنظومة الدولية.
- لا شك أن التحديات المفروضة علينا اليوم متشعبة ومتعاظمة، وفي مقدمتها ضرورة مضاعفة الجهود لوقف حرب الإبادة المسلطة على الفلسطينيين في قطاع غزة وكبح جماح التصعيد الإسرائيلي متعدد الجبهات والوجهات في منطقة الشرق الأوسط.
- وقد كان اجتماعي اليوم مع معالي الوزيرة فرصة للتأكيد على موقفنا المشترك والموحد بشأن التطورات المتعلقة بغزة بصفة خاصة وبالقضية الفلسطينية بصفة عامة. فكامل التقدير والثناء لجمهورية سلوفينيا على اتخاذها قرار الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
- إن هذا القرار، وعلى عكس ما يروجُ له مُنَاوِؤُوهْ، يمثل خطوةً صائبة تخدُم السلم وتخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتُقدم إسهاماً نوعياً بارزاً في تطبيق شرعيةٍ التفت حولها سائر المجموعة الدولية، ألا وهي شرعية حل الدولتين، كتسوية عادلة ودائمة ونهائية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
- كما تطرقنا كذلك اليوم إلى التطورات المسجلة في فضَاءَيْ انتماءِ بلدَيْنَا، لا سيما فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، والأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، ومستجدات قضية الصحراء الغربية، وكذا مستقبل الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
- وقد جددنا سوياً دعمنا للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدّة ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم ونهائي لقضية الصحراء الغربية في إطار احترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، لاسيما وأنّ هذا المبدأ الجوهري يحظى بمكانة تاريخية خاصة لدى كل من الجزائر وسلوفينيا على حدّ سواء.
- على ضوء هذه التفاهمات والتوافقات أختتم كلمتي وأجدد شكري لمعالي الوزيرة Tanja Fajon على هذا الجو الودي الذي ساد مباحثاتنا ومشاوراتنا. وأظل على يقين بأن لقاءاتنا ستتكرر، وبأن جهودنا ستتواصل لخدمة علاقات الصداقة والتعاون والشراكة بين بلدينا وتعزيز مساهمتنا في ترقية كل ما نؤمن به من قيم راسخة ومن مبادئ رصينة ما أحوج الإنسانية لإعلائها والعمل بها والاحتكام إليها اليوم قبل الغد.
- وشكراً.
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج