كلمة السيد الوزير، أحمد عطاف، خلال مشاركته في الاحتفال بالذكرى السنوية 44 لتأسيس "الساداك"
سعادة سفير أنغولا لدى الجزائر، مُضيف هذا الحفل البهيج،
سعادة سفيرة ناميبيا لدى الجزائر وعميدة السلك الدبلوماسي الإفريقي بالجزائر،
أصحاب السعادة سفراء الدول الأعضاء في الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي،
أصحاب السعادة، السيدات والسادة الأفاضل،
أنعم الله مساءكم جميعا
- يسعدني ويشرفني كثيراً أن أشارككم اليوم في الاحتفال بالذكرى السنوية الرابعة والأربعين لتأسيس الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (ساداك).
- وخير ما أستهل به كلمتي هو التقدّم بخالص عبارات الامتنان والتقدير لكم جميعا، سفراء الدول الأعضاء في الـ"ساداك" المعتمدين لدى الجزائر، وأخص بالذكر سفير أنغولا، سعادة السيد Toko Diakengo SERAO، على استضافته لهذا الحدث الهام وتفضله بتوجيه الدعوة لي للمشاركة فيه.
- ولا أخفي عليكم سعادة السفير بأني لم أتردد لوهلة عندما تلقيت دعوتكم الكريمة في اتخاذ قرار مُشاركتكم في هذه الاحتفالية، حيث لم يكن بوسعي بأي حال من الأحوال أن أفوت مثل هذه المناسبة الهامة بالنظر إلى الروابط التاريخية والخاصة والوطيدة التي طالما جمعت الجزائر بكل دول منطقة الـ"ساداك".
- فهذه الروابط المتينة تستمد قوتها:
- من الإرث التاريخي للنضال المشترك الذي خاضته بلداننا سويا ضد الاستعمار والفصل العنصري في أفريقيا،
- ومن التزامنا المشترك بالوحدة الأفريقية وبالقيم الأساسية والمبادئ الراسخة والمثل العليا التي صقلت ولا تزال تصقل المشروع الوحدوي الأفريقي،
- وكذلك من العهد الذي أخذناه على أنفسنا معا على ألا نخذل أبدًا الشعوب المضطهدة وألا ندير ظهورنا لقضاياها العادلة والمشروعة.
- ومن أجل كل هذه القواسم المشتركة التي نعتز بها ونحملها في قلوبنا، فإن الجزائر تشعر دائما بأنها جزء لا يتجزأ من أسرة "الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي"، ولا يسعها، على هذا الأساس، إلا أن نشارككم اليوم إحياء هذه المناسبة الغراء والاحتفاء بها.
- ونحن نقوم بذلك، فإننا نحتفي أيضاً بحقيقة:
- أنه لا توجد قضية واحدة من قضايا الحرية لم تحشد دعم الجزائر إلى جانب دعم الأشقاء الأفارقة من أسرة "الساداك"،
- وأنه ليس هناك حالة واحدة من حالات إنكار حق الشعوب في تقرير مصيرها لم تجمعنا جميعا دفاعا عن المظلوم ضد الظالم،
- وأخيرًا وليس آخرًا، أنه لا توجد وضعية واحدة من وضعيات الهيمنة المسلطة أو الإخضاع المفروض لم توحد جهودنا إلى جانب من يقاومها ومن يقدم التضحيات اللازمة لوضع حد لها، سواء كان ذلك في أفريقيا أو خارجها.
- وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على القضية الفلسطينية التي تمر هذه الأيام بواحدة من أحلك مراحل تاريخها، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة بشكل علني وسافر منذ أكثر من عشرة أشهر. وهنا، أود أن أوجه تحية إجلال وإكبار لجمهورية جنوب أفريقيا التي رفعت هذه القضية إلى محكمة العدل الدولية عن جدارة واستحقاق، حرصاً على ألا تفلت السلطة القائمة بالاحتلال من العقاب على جرائمها بسهولة مثلما فعلت بصفة ممنهجة في الماضي.
- كما يبقى تضامننا الجماعي كذلك ثابتًا تجاه إخواننا وأخواتنا في الصحراء الغربية، آخر مُستعمرة في أفريقيا، التي لا يزال شعبها محروما من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
- فبالرغم من أنّ بعض الدول تميل بمرور الوقت إلى قبول الأمر الواقع الاستعماري في الصحراء الغربية، أو تُقدم حتى على مد يد العون والدعم له، إلاّ أننا نعلم جميعا بأنّ الحقائق، كما يقال، أشياء ثابتة لا تتغير. لذا ومهما كانت رغبات أولئك الذين اختاروا أن يضعوا أنفسهم في الجانب الخطأ من التاريخ، فإن مسألة الصحراء الغربية تبقى قضية تصفية استعمار والشعب الصحراوي يبقى مؤهلا، عاجلا أم آجلا، لممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية.
- إنّ احتفال اليوم هو أيضاً مُناسبة لتهنئة "الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي" على ما حققته من إنجازات ومكتسبات في جميع المجالات والميادين على حد سواء، وهو ما يدفعني للاعتقاد بصدق بأنّ التكتلات الإقليمية الأفريقية الأربعة الأخرى لديها الكثير لتتعلمه من "الساداك":
-
- لدينا الكثير لنتعلمه من تكتلكم الإقليمي فيما يتعلق بضمان الاستقرار السياسي واستتباب السلم والأمن الإقليميين،
- ولدينا الكثير لنتعلمه من تكتلكم الإقليمي فيما يتعلق بتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي الحقيقي،
- ولدينا الكثير لنتعلمه من تكتلكم الإقليمي فيما يتعلق بالحفاظ على علاقات سياسية متميزة ومتناغمة بين دوله الأعضاء.
- وبهذه المكاسب التي يحق للساداك أن تفتخر وتتباهى بها، أختتم كلمتي بالإعراب عن تمنياتي بعيد سنوي سعيد للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي ولجميع الدول الأعضاء فيها، مُتمنيا أن تمضي هذه المنظمة الإقليمية من نجاح إلى نجاح لتحقيق التطلعات المشروعة للمنطقة وتجسيد تطلعاتنا القارية المشتركة من أجل أفريقيا سالمة ومزدهرة ومتكاملة وموحدة.
عاشت الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي!
عاشت الأخوة بين الساداك والجزائر!
وعاشت الوحدة الأفريقية!
وشكراً على كرم الإصغاء
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج