logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج

كلمة السيد الوزير، أحمد عطاف، في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات

شكراً السيد الرئيس. كل الامتنان للبرتغال المضياف على احتضانه لهذه الطبعة الجديدة من منتدى تحالف الحضارات، وكل التقدير لاختياره الصائب والموفق لموضوع هذه الجلسات.

إن عالمَنا اليوم يعيشُ على وَقْعِ تحولاتٍ بالغة الخطورة:

  • تحولاتٌ تُنذر بتلاشي منظومة القواعد التي تحتكم إليها العلاقات الدولية المعاصرة،
  • وتحولاتٌ تُهدد بتكريس منطق اللجوء للقوة والإفراط في استعمالها كواقعٍ يفرض نفسه في العديد من أركان المعمورة،
  • وتحولاتٌ تُمهِّدُ لترسيخ النزعة الأحادية والانطواء على الذات كنهجٍ لتحقيق المكاسب الظرفية والتعامل مع التطورات الخارجية.

ولعل أبرز مثال تتجلى فيه هذه التحولات، بجميع أركانها وفي أبشع صورها، هو ما يتعرض له الفلسطينيون ومعهم اللبنانيون من جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أيدي الاحتلال الإسرائيلي. والأمر ذاتُه ينطبق على باقي دول الجوار الفلسطيني التي لم تسلم هي الأخرى من تجبُّر المحتل الإسرائيلي وتصعيده اللامحدود.

إن هذه التحولات تأتي لتؤكد مرةً أخرى أن العالم لا يعاني من صراعٍبين الحضارات مثلما يريد البعض الترويج له. فما شهدناه وما نزال نشهده هو صراعٌ على النفوذ غير المشروع، وهو صراعٌ من أجل هيمنة الأقوياء على الضعفاء، وهو صراعٌ من أجل الاستحواذ على حقوق الغير وإسكات تطلعاته المشروعة.

من هذا المنظور، حريٌ بنا ونحن نحتفي اليوم بمرور عقدين على تأسيس مُنتدانا هذا، أن نعمل على بلورة مبادرات فعلية وجريئة:

  • مبادراتٌ تكون أولاًسنداً لمنظمة الأمم المتحدة في وقتٍ يرادُ إضعافُها وتهميشُ دورِها الحيوي.
  • ومبادراتٌ تهدفُ ثانياً لخدمة النظام الدولي متعدد الأطراف وهو يواجه الأزمة تلو الأخرى لتقويضه والانتقاص من فعاليته.
  • ومبادراتٌ تصبُّ ثالثاً في صالح القانون الدولي وهو يتعرض للانتهاك الممنهج من قِبل أطرافٍ تريدُ أن تضع نفسها فوق الشرعية الدولية بما تتضمنه من أحكام وضوابط.
  • ومبادرات تعيدُ رابعاً وأخيراً إلى المجموعة الدولية الاضطلاعَ الفعلي بواجباتها في مساءلة ومحاسبة ومعاقبة من تُسَوِّلُ له نفسه مساومتَها وابتزازَها.

 وختاماً، قناعتنا تبقى راسخة من أن دوامة الصراع التي يشهدها عالمنا اليوم لن تكون قدراً محتوماً إن توفرت الإرادة الصادقة لتجاوزها. فالحكمة الإفريقية تذكرنا من أنه: "لا أسوأ من الإنسان إلا الإنسان، ولا أفضل من الإنسان إلا الإنسان، فهو قادر على الأسوأ وعلى الأفضل".

« Seul l’homme est pire que l’homme, et seul l’homme est meilleur que l’homme, capable du meilleur comme du pire ».

وشكراً.

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج