logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج

كلمة معالي الوزير، السيد أحمد عطاف، في أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس الجلسة،

  1. أتوجه إليكم بجزيل الشكر والتقدير، ومن خلالكم إلى كافة السلطاتفي جمهورية الصين الشعبية،على ما غُمِرْنَا به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وسخاء العناية في بلدكم الصديق.
  2. يلتئم جمعنااليوم في هذه الطبعة الجديدة من منتدى التعاون العربي-الصيني ليقف وقفة تقييم بعدانقضاءِ عقدين من الزمن على تأسيس هذه الآلية الهامة.
  3. إن تقييمنا الإيجابي لما تم تحقيقه طيلة هذين العقدين من عُمْرِ الشراكة العربية-الصينية، يُملي علينا أن نلاحظ بكل صدق وقناعة:
  • أننا وُفِّقْنا أولاً في ترسيخ توافقنا السياسي وفي توطيد شراكتنا الاقتصادية وفي تعزيز تقاربنا الثقافي والإنساني.
  • وأننا وُفِّقْنا ثانياًفي تحسين تموقعنا الجماعي على الصعيد الدولي كشركاءَ ملتزمين تمام الالتزام بالمبادئ والقيم والمُثُل المكرسة في ميثاق الإنسانية، ميثاق الأمم المتحدة.
  • و أننا وُفِّقْنا ثالثاً وأخيراً في بناء نموذج للتعاون والشراكة، نموذج يمكن أن يُحْتَذَى به لتشجيع بناء علاقات متوازنة  في عالمٍ صار يشهد اختلالاً في الموازين، وتراجعاً في القيم، وتراكماً في مظاهر الاستقطاب والتجاذب والتصادم بانعكاساتها وتداعياتها الثقيلة على الجميع.
  1. وبناءً على هذه النجاحات، فإننا نرى ضرورة أن تضع الشراكة العربية-الصينية نُصْبَ أولوياتِها القصوى في المرحلة الراهنة نُصرةَ القضيةِ الفلسطينية في وجه ما تتعرض له غزة من عدوانٍ إسرائيلي طال أمده ومن جرائمَ قلَّ نظيرها في تاريخ البشريةشراسة وبشاعة وفضاعة.
  2. إن موقفنا المشترك تجاه هذه القضية العادلة يجب أن يؤكد اليوم على المسؤولية الثابتة التي تقع على المجموعة الدولية، وعلى مجلس الأمنتحديداً. فَإِنْ كان هذا المجلس قد عجز أن يمنع عن غزة ما طالها من قصف وتدمير وتهجير وتنكيل، فالأحرى به اليوم أن يدعم الزخم الدولي المتصاعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتمكينها من العضوية الكاملة بمنظمتنا الأممية، وإنهاء عقودٍ من إفلات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من المساءلة والمحاسبة والمعاقبة.
  3. ولا يفوتني، في هذا المقام، أن أنوّه بالموقف الصيني المُشرف من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، ومن القضية الفلسطينية برمتها، وأن أشيد بدعم هذا البلد الصديق من مقعده الدائم بمجلس الأمن لمختلف المبادرات التي تقدمت بها الجزائر بصفتها العضو العربي في ذات المجلس نصرةً لأشقائنا الفلسطينيين، بما في ذلك مشروع القرار الذي تقدم به وفد بلادي منذ يومين فقط فيما يخص الأوضاع الكارثية في رفح الفلسطينية.
  4. أما فيما يخص الشق الاقتصاديللشراكة العربية-الصينية، فإننا نرحب بالنمو المطرد الذي يسجله حجم المبادلات التجارية البينية، ونشيد بانضمام جميع الدول العربية لمبادرة "الحزام والطريق" الطموحة التي أطلقتها الصين سنة 2013.
  5. وفي ذات السياق، نتطلع إلى تحقيق المزيد على درب تعزيز الاستثمارات البينية بُغية السمو بالشراكة العربية-الصينية إلى آفاق أرحب وإضفاء طابع الاستدامة عليها من خلال نقل المعارف والخبرات والتكنولوجيا إلى اقتصاديات البلدان العربية. ومن هذا المنظور، فإننا نرحب ونثمن خطة العمل المستقبلية الثرية والطموحة التي تقدم بهل هذه الصبيحة سيادة رئيس جمهورية الصين الشعبية.
  6. وفي الختام، أود التأكيد على تمسك الجزائر بالشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمعها بجمهورية الصين الشعبية الصديقة منذ سنة 2014، وهي الشراكة التي يشهد حاضِرُهازخماً متزايداً ونمواً مطرداً في سياق تجسيد النتائج الهامة التي أفضت إليها زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى الصين منتصف العام الماضي. إن روافد الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الصينية تتمثل في الثقة والتفاهم والتعاون والتضامن، وعلى هذه الأسس الثابتة والصلبة، فإن بلدينا قد وفقا في تعبيد الطريق القويم لتعاون سمته النفع المتبادل والربح المتقاسم والتكفل المتوازن والمتكافئ بمصالح بلدينا الصديقين.
  7. وشكرا لكم.
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج