الكلمة الختامية لوزير الدولـة وزير الخارجية السيد عطـاف بأديس أبابـا
الكلمة الختامية لمعالي السيّد أحمد عطاف،
وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية
معالي السيد جيديونتيموثيوس، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية،
أصحاب السعادة، أعضاء وفدي البلدين الموقرين،
السيدات والسادة الأفاضل،
ونحن نختتم هذه الدورة الخامسة للجنة الوزارية المشتركة بين بلدينا، اسمحوا لي أن أعرب عن بالغ ارتياحي للنتائج الملموسة والمشجعة التي تم التوصل إليها اليوم. كما لا يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر إلى أعضاء الوفدين الموقرين على ما بذلوه من جهود، وما أظهروه من تفانٍ حقيقي والتزام قوي لضمان نجاح هذه الدورة.
وإني على قناعة بأننا، يداً بيد، قد أدّينا دورنا بنجاح اليوم، وأسهمنا بشكل كبير في تعزيز علاقاتنا الثنائية، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتقنية ذات الاهتمام المشترك.
ومن وجهة نظري، فإن نجاح هذه الدورة الخامسة للجنة الوزارية المشتركة يتجسد أساساً في ثلاثة أبعاد رئيسية:
أولاً،أننا قد نجحنا في تعزيز وإثراء الإطار القانوني الناظم للعلاقات الثنائية بين الجزائر وإثيوبيا. فهذا الإطار القانوني، الذي لم يكن يتجاوز في الماضي القريب خمسة وعشرين (25) اتفاقاً إلى جانب إعلان الشراكة الاستراتيجية، قد تعزز اليوم بإبرام ثلاثة عشر (13) نصا قانونياً إضافياً يشمل مجالات جديدة متنوعة.
ثانياً،أننا قد نجحنا في تحديد وتثبيت أولويات واضحة وملموسة وعملية للتعاون الثنائي الجزائري-الإثيوبي، حيث تم تناول العديد من هذه المجالات بموجب النصوص القانونية التي تم التوصل إليها اليوم، بينما تم تضمين البعض الآخر في اتفاقيات سابقة أو سيتم تضمينها قريباً. ويسعدني بشكل خاص أن ألاحظ أن هذه الأولويات تعكس تماماً التكامل بين الاقتصادين الجزائري والإثيوبي في قطاعات مثل الصناعات الصيدلانية، والصناعات الغذائية، والزراعة، والطاقة، والمناجم، والنقل الجوي، والمؤسسات الناشئة، والتعليم العالي.
ثالثاً،أننا قد نجحنا في تعزيز التقارب الاستراتيجي بين بلدينا بشأن القضايا الدولية والقارية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الصدد، بودّي أن أقول بأنّ المشاورات المعمقة التي أجريتها اليوم مع أخي العزيز ومعالي الوزير جيديونتيموثيوس، وكما هو معتاد في لقاءاتنا السابقة، كانت إيجابية ومثمرة للغاية، لاسيما وأنّ هذه المشاورات قد أكدت تمسكنا بهويتنا الأصيلة والمشتركة: كركيزتين صلبتين للوحدة الإفريقية على الصعيد القاري، وكمدافعين قويين عن نظام عالمي قائم على القواعد على الصعيد الدولي.
وفي هذا السياق، أدعو الجميع إلى مواصلة الالتزام بالشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الإثيوبية، والمشاركة الفعالة في الحفاظ على الزخم الحالي وتعزيزه. أقول هذا لأن النجاح الحقيقي هو ذاك الذي سينجم عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه اليوم، والذي سيتحول إلى أنشطة تعاون ملموسة على أرض الواقع، يشعر بها شعبانا ويتقربان من خلالها ببعضهما البعض.
في هذا الصدد وقبل أن أختتم كلمتي، أودّ أن أؤكد على ثلاث خطوات مهمة، أراها ضرورية لتحقيق أهدافنا المشتركة:
الخطوة الأولى تتمثل في ضمان التصديق السريع على النصوص القانونية التي تم إبرامها اليوم، وعلى وجه الخصوص تلك التي تتطلب هذا الإجراء. فكلما أُنجزت هذه الخطوة مبكراً، فُتحت أمامنا آفاق جديدة لتنويع تعاوننا الثنائي.
الخطوة الثانية تتعلق بضمان المتابعة السليمة والمنتظمة لمخرجات هذه الدورة. ولتحقيق ذلك، علينا الحفاظ على وتيرة التفعيل الكامل لمختلف آليات التعاون الثنائي، وتشجيع المزيد من تبادل الزيارات بين الوزراء والمسؤولين السامين المكلفين بالمجالات ذات الأولوية التي اتُفق عليها اليوم.
الخطوة الثالثة والأخيرة تتعلق بالحاجة الملحة لإشراك أوساط الأعمال من كلا الجانبين بشكل كامل في هذه المسيرة الواعدة، حيث يجب أن يُمنحوا دوراً محورياً كمكون أساسي من مكونات الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الإثيوبية.
وفي ختام كلمتي، بودّي أن أتوجه مجدداًبالشكر الجزيل إلى أخي العزيز ومعالي الوزير جيديونتيموثيوس، على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وعلى جلسة العمل المثمرة والقيّمة التي عقدناها اليوم.
تحيا الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الإثيوبية!
تحيا الأخوة الجزائرية-الإثيوبية!
تحيا إفريقيا!
وأشكركم جميعاً على كرم الإصغاء.