كلمة الوزير، أحمد عطاف، خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بالمملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين
- شكراً السيّد الرئيس.
- يلتئم جمعنا الطارئ هذا لبحث التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وهي التطورات التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي الإستيطاني فرضها على دول وشعوب المنطقة كواقع جديد قوامه التوتر الدائم والتأزم المستمر والصراع المتواصل على أكثر من جبهة وعلى أكثر من صعيد.
- إنها سياسة التصعيد التي اتخذ منها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني نهجاً وأسلوباً وخطةً واستراتيجيةًتجاه الدول المجاورة، للتغطية عن لب وجوهر الصراع في المنطقة، ولتحويل أنظار المجموعة الدولية عن حرب الإبادة المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولتسويق الصورة المزورة التي لم يعد يصدقها أحد، وهي صورة الكيان الأعزل، والكيان المحاصر، والكيان الضحية في جوار مناوء ومعادي.
- إنّ هذه التصرفات الشائنة والممارسات المشينة التي يُراد منها إدخال المنطقة في دوامة لا متناهية من الأزمات والصراعات والحروب، تُثبتبما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل:
- أن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني لا يجنح للسلم ولا يؤمن أصلاً بفكرة السلام ولا بخيار السلام كخيار استراتيجي،
- وبأن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني يعتقد قولاً وفعلاً أن أمنه واستقراره يكمن في لاأمن ولااستقرار جواره، وأن تمتعه بالأمن في حرمان الجوار منه،
- وبأن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني يعتبر نفسه استثناءً من كل ما أقرته المجموعة الدولية من قواعد وضوابط وأحكام للتعايش السلمي الحضاري والمتمدن.
- ولقد شهدنا مؤخراً كيف قابل هذا الاحتلال انتصار العدالة الدولية للقضية الفلسطينية، بإمعانه في جرائمه، وبتبنيه رسمياً قراراً برفض إقامة الدولة الفلسطينية، وبتوسيعه لرقعة الحروب إلى أكثر من وجهة وقبلة في المنطقة: في سوريا، وفي اليمن، وفي لبنان، وأخيراً في إيران.
- ومن هذا المنظور، فإن الجزائر تجدد أشد الإدانة وأقواها للعدوان الإرهابي السافر الذي تعرضت له إيران الشقيقة، والذي راح ضحيته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية.
- إن حقوق الشعوب وقضاياهم الوطنية لا يُقضى عليها بالقضاء على حامليها أو المناصرين لها، ولا تدفن مع دفن من سقطوا باسمها واستشهدوا من أجلها. بل هي حقوق لا تضيع وقضايا لا تندثر ما دام هناك شعب يؤمن بأحقيتها وشرعيتها.
- فللشعب الفلسطيني منا أصدق آيات التعازي والمواساة في مصابه الجلل، ولإيران الشقيقة أصدق عبر التضامن في وجه عدوان إرهابي سافر يستدعي منا الشجب والإدانة والاستنكار.
- وبالنظر للجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التصعيد، فإننا نرى ضرورة التأكيد على ثلاث أمور رئيسية:
- أولاً، أن جهود خفض التصعيد هذه يجب ألاَّ تتركز حول التجليات الجانبية للصراع وتُغفل جوهر ولب ذات الصراع. وبعبارة أخرى، فإن خفض التصعيد يجب أن يبدأ بوقف حرب الإبادة الدائرة رحاها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي غزة تحديداً.
- ثانياً، أن جهود خفض التصعيد هذه يجب أن تتوجه، وفي المقام الأول، صوب المعتدي والمتسبب الرئيسي في التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة. فالأولى ثم الأولى هو كبح جماح المحتل الإسرائيلي الغاصب والمتجبر وحمله على الكف عن انتهاكاته وتجاوزاته وخروقاته التي لا حصر ولا عدد لها في فلسطين وفي سائر جوار فلسطين.
- ثالثاً وأخيراً، أن جهود خفض التصعيد هذه يجب أن تتجاوز عامل الظرفية وتندرج ضمن نطاق أوسع وأمدٍ أطول. لأن تحقيق السلم المستدام والأمن الدائم في المنطقة يبقى مرهوناً بمعالجة القضية الفلسطينية وحلِّها وفق الثوابت والمراجع والضوابط التي توافقت بشأنها المجموعة الدولية، وذلك عبر إحقاق الحقوق الوطنية الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه الأصيل والمتأصل في إقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف.
- وشكراً السيد الرئيس.
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج