logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج

تصريح السيد الوزير أحمد عطاف للصحافة بعد استقباله نظيرته من جمهورية إفريقيا الوسطى

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين

 

1. أودّ بداية أن أجدد الترحيب بزميلتي معالي الوزيرةSylvie Baipo-Temon،وزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية إفريقيا الوسطى.

 

2. كما أجدد لها التعبير عن شكري وامتناني على الزيارة اللافتة التي تقوم بها إلى الجزائر والتي نتطلع سويا إلى توظيفها أحسن توظيف لتحقيق انطلاقة جديدة وإضفاء حركية متجددة على العلاقات التي تربط بين بلدينا وبين شعبينا الشقيقين.

3. ومن هذا المنظور، فقد شكلت المحادثات الثرية التي أجريناها اليوم فرصة لاستعراض مقومات وركائز التعاون والتفاهم التي لابد من إحيائها وتدعيمها للمُضي قُدُماً في تحقيق أهدافنا المشتركة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف. 

 

4. وقد أكدت لزميلتي معالي الوزيرة على الإرادة السياسية القوية التي تحذونا في بناء علاقات متوازنة وهادفة ونافعة،علاقات تستمد مَتَانَتَها من قيم الثقة،والتفاهم،والتعاون،والتضامن،وعلاقات تَتَقَوَّى دعائِمُهَا بالتزامِنا المُشترك بالمبادئ الرصينة المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وكذا في الميثاق التأسيسي لمنظمتنا القارية، الاتحاد الإفريقي، وأخيراً وليس آخراً علاقات نريدها أكثر نجاعة ونطمحُ أن تَكْتَسِبَ مضموناً يرقى إلى المنازل التي يحقُّ لها تَبَوُؤُهَا. 

5. وبناءً على هذه القيم والمبادئ،ستواصل الجزائر دعمها لجمهورية إفريقيا الوسطى في مجال تكوين الموارد البشرية وبناء القدرات،وهي كذلك مستعدة تمام الاستعداد لتعزيز التعاون في مجابهة التحديات المشتركة وعلى رأسها آفة الإرهاب. كما ستواصل الجزائر دعمها للجهود التي تبذلها قيادة وحكومة جمهورية إفريقيا الوسطى في سبيل استعادة أمن واستقرار وعافية هذا البلد الشقيق.

 

6. ومن موقعها بمجلس الأمن،فإن الجزائر لن تَأْلُوَ جُهْداً في سبيل الدفاع عن مصالح واهتمامات وأولويات جمهورية إفريقيا الوسطى،وكذا باقي الدول الإفريقية،لاسيما تلك التي تواجه صعوبات أو اضطرابات داخلية نأمل من أعماق قلوبنا أن نساهم قدر الإمكان في تجاوز تعقيداتها وانعكاساتها على أحسن وجه ممكن.

7. لاشك أن قارتنا الإفريقية تمر بمنعطفٍ حاسمْ،منعطفٌ تتمثل صعوبَتُه وتتجلى خُطورَته فيما تشهده العلاقاتُ الدولية برمتها من تأزماتٍ وتجاذباتٍ واستقطابات،ترمي كُلها بأثقالٍ وتداعياتٍ جمة ومتعددة الأوجه على كافة الدول والشعوب الإفريقية على حد سواء.

 

8. وبالتالي،فقد أكدنا اليوم خلال محادثتانا على ضرورة التعجيل بتعزيز دور منظمتنا القارية،وتمكينها من التموقع كفاعل مؤثر على الصعيد القاري وعلى الصعيد الدولي،دفاعاً على المصالح والأهداف المشتركة لجميع الدول الإفريقية،والمتمثلة في استعادة السلم والأمن،وتحقيق التنمية والرخاء للجميع دون تمييز أو تفريق أو إقصاء.

9. وفي هذا الصدد، فإننا نتطلع إلى الاستحقاق القاري المقبل المتمثل في تجديد تَشْكيلَةِ الفريق القائم على مفوضية الاتحاد الإفريقي،لاختيار قيادة جديدة تَعِي تمام الوعي تحديات المرحلة الراهنة،وتعمل جاهدة على الدَّفْعِ بآمال وتطلعات وطموحات الدول والشعوب الإفريقية،وتسعى لاستدراك ما فاتنا من جهود ومساعي ومبادرات لبلورة وتفعيل حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية.

 

مرةً أخرى، شكراً معالي الوزيرة على زيارتكم الأخوية، وعلى المباحثات الثرية التي جمعتنا اليوم، والتي أتطلع لمواصلتها وتعميقها في قادم المحطات والاستحقاقات والفرص أينما كانت وحيثما وجدت. والكلمة لكم معالي الوزيرة.

 

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج