logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج

الكلمة الختامية للسيد أحمد عطاف في أشغال الدورة الثالثة للجنة التخطيط الجزائرية-التركية

بسم الله الرحمن الرحيم                                                              

  1. ونحن نختتم أشغال هذه الدورة الثالثة للجنة التخطيط المشتركة الجزائرية- التركية، أود أن أتقدّم بجزيل الشكر وخالص العرفان لأعضاء وفدي بلدينا الشقيقين على جهودهم الحثيثة وعلى التزامهم الثابت بالمساهمة، ليس فقط في تعزيز الرصيد الثري للشراكة الجزائرية-التركية، وإنما أيضاً في فتح آفاق جديدة لهذه الشراكة الواعدة .
  2. لقد أثبتت هذه الدورة، مرة أخرى، وَجَاهَةَ القرار الذي اتخذه قائدا بلدينا الشقيقين، الرئيس عبد المجيد تبون وأخوه الرئيس رجب طيب أردوغان، بتأسيس لجنة التخطيط هذه، كفضاءٍ مؤسساتي يجمع بين أهم القطاعات الوزارية والهيئات الوطنية المعنية للخوض في غمار الأولويات المشتركة، وتذليل العقبات التي قد تعترض سبيل تحقيقها وتجسيدها واقعاً ملموساً في ميدانِ الشراكة الجزائرية-التركية .
  3. وأعتقد، بكل أمانة وإخلاص، أن اختيار القطاعات الحاضرة والمُشارِكَةِ معنا في أشغال هذه الدورة كان موفقاً إلى حدٍّ بعيد. وأعتقد، بذات القدر، أننا وُفِقنا في إجراء تقييمٍ شامل للتقدم المحرز في تجسيد القرارات المتخذة من قبل قائدي بلدينا، مع تسليط الضوء على ما حققناه من مكاسب، وإنارة دربِ ما ينتظرنا من أشواط لبلوغ الأهداف المسطرة في الآجالٍ المطلوبة .
  4. إننا، وإذ نَمْضِي قُدُماً في هذا المضمار، يجب أن ندرك تمام الإدراك أن الشراكة الجزائرية-التركية قد اكتست صبغةً إستراتيجية كاملة ومتكاملة، لا يمكن الحدُّ من قيمتها ولا الانتقاصُ من وزنها
  5. فالجزائر تمثل اليوم أول شريك تجاري لتركيا على مستوى القارة الإفريقية. ومن جانبها، فإن تركيا قد افتكت عن جدارة واستحقاق مكانَتَها كأول مُستثمر أجنبي في الجزائر خارج قطاع المحروقات .
  6. والأكيد، وبعد النقاشات الثرية التي شهدتها أشغالُنا اليوم، فإن الأرقام المسجلة في هذا الإطار مؤهلةٌ للارتفاع والنمو في المستقبل القريب والعاجل بحول الله:
  • إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أولاً العديدَ من المشاريع الاستثمارية المشتركة، لاسيما في ميادين الطاقة والزراعة الصحراوية، والتي سَتُدَشِّنُ عن قريب مراحِلَها الإنتاجية، إلى جانب نتائجِ توسيعِ الاستثمارات التركية في ميادين الحديد والصلب والنسيج  .
  • وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ثانياً الجهودَ المبذولة لإثراء الإطار القانوني المنظم للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، لاسيما مشروع اتفاقية التجارة التفضيلية ومشروع اتفاقية الحماية المتبادلة للاستثمارات .
  • وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ثالثاً وأخيراً الفرص الهائلة التي توفرها منطقة التجارة الحرة الإفريقية، بعد دخولها حيز النفاذ كأكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم، لاسيما من حيث عدد الدول المشاركة فيها والمُلتزمة بها .
  1. وبالإضافة إلى كل هذه المسائل الاقتصادية والتجارية، فإن ما يُميز الشراكة الجزائرية-التركية يَكْمُنُ، بحق، في طابعها الشامل وفي اهتمامها الأكيد بمكانة العنصر البشري وبالأبعاد الإنسانية بصفة عامة .
  2. وليس من قبيل الصدفة، أن الشطر الأوسع من القطاعات الوزارية المُشاركة اليوم يُعْنَى، وبصفة مباشرة، بهذه الأبعاد الإنسانية، ويُساهم، بصفة أكيدة، في إضفاء المزيد من الحيوية على أواصر التواصل الإنساني والثقافي بين بلدينا وشعبينا الشقيقين .
  3. ولا يفوتني في هذا المقام أن أثمن الخطوات العملية التي بادر بها الجانبان نحو تجسيد القرارات التي اتخذها قائدا بلدينا من أجل افتتاح مركزين ثقافيين، مركزٌ ثقافي جزائري بتركيا ومركزٌ ثقافي تركي بالجزائر، فضلاً عن مشروع المدرسة الدولية التركية بالجزائر. كما لا يفوتني أن أثمن جميع المشاريع التي يعكف الجانبان على تجسيدها في مجالات التربية، والتعليم العالي والبحث العلمي، وكذا في الميادين المتعلقة بالسياحة .
  4. على ضوء هذه المخرجات القيمة التي أفضت إليها أشغال هذه اللجنة، وعلى ضوء التوافقات السياسية الأكيدة التي تمخضت عنها المشاورات التي أجريتها صبيحة اليوم مع أخي العزيز معالي الوزير، السيد هاكان فيدان، أعتقد أن الدورة الثالثة للجنة التخطيط الجزائرية-التركية قد حققت بامتياز كافة الأهداف المرجوة منها .
  5. أدام الله الأخوة الجزائرية-التركية، وزادَها متانةً وصلابة، وَقَوَّى الشراكة التي تربط بيننا، ومَدَّها بِسُبُلِ النمو والازدهار، لما فيه خيرُ بلدَينا وشعبَيْنا، وخيرُ جميعِ فضاءاتِ انتمائِنا المشتركة والمتقاسمة  .
  6. شكراً على كرم الإصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته  
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج