logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج

الجزائر تتسلم شهادة تسجيل الراي في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية

الجزائر تتسلم شهادة تسجيل الراي في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية

ترأس الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد عمار بلاني، اليوم الخميس 27 أبريل 2023، حفل تسليم الجزائر الشهادة الأصلية لإدراج "الراي، غناء شعبي جزائري" على قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.

حضر هذا اللقاء كل من السيد زهير بلالو، الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون، والسيد أليخاندرو ألفاريز، السفير والمنسق المقيم لمنظومة الأمم المتحدة في الجزائر.

خلال هذه المناسبة أعرب السيد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عن شكره لليونسكو على هذا الاعتراف، مؤكدا التزام السلطات الوطنية بمواصلة الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري لنقله للأجيال القادمة، مع ضمان إمكانية الوصول إليه والاستمتاع به من قبل جمهور أوسع.

كما أكد من جديد عزم الجزائر على حماية تراثها الثقافي بجميع أشكاله والوقوف في وجه جميع المناورات المريبة الساعية للاستيلاء دون وجه حق على مكونات من الهوية الجزائرية، حيث أوضح أن الجزائر قامت بهذه المجهودات لتسجيل الراي "كغناء شعبي جزائري" وليس كمجرد غناء شعبي في الجزائر، نظرا للتأويلات الكثيرة التي شابت هذا الموضوع.

تجدر الإشارة أنه تم تسجيل "الراي" كتراث وطني خالص للجزائريين، خلال الدورة الــ 17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، المنعقدة بالرباط من 28 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2022.

 

النص الكامل لخطاب السيد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بهذه المناسبة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السيد بلالو زهير، الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون؛

السيد أليخاندرو ألفاريز، السفير المنسق المقيم لنظام الأمم المتحدة بالجزائر؛

السيدات والسادة مدراء مكاتب وبرامج الأمم المتحدة المعتمدة بالجزائر

أسرة الإعلام؛

السيدات والسادة؛

--

 

 

إنه لشرف عظيم لي أن أستلم اليوم النسخة الأصلية لشهادة إدراج "الراي، غناء شعبي جزائري" في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، لتتعزز بذلك قائمة الجزائر بالعنصر العاشر بعد تسجيل كل من أهليل قورارة، ولباس العرس التلمساني (الشدة) بما فيه "خيط الروح"، والاحتفال بالسبوع بزاوية سيدي الحاج بلقاسم بتيميمون، وركب أولاد سيدي الشيخ (الفنتازيا) في البيض، والسبيبة بجانت وغيرها  من العناصر.

 

 

يكتسب الراي من خلال هذه الشهادة المرموقة والمستحقة، خطابات النبلاء الخاصة بها، والتي مكنت هذه الموسيقى الشعبية، التي تجد أصولها بين شيوخ الأغنية البدوية مثل الشيخ حمادة وعبد القادر الخالدي، من ترسيخ نفسها كجزء أساسي من تراثنا الثقافي.

 

 

هذا الاعتراف هو ثمرة الجهود المستمرة والحازمة للسلطات العليا في بلادنا والمهنيين في قطاعي الثقافة والشؤون الخارجية، بهدف الترويج والتعريف بثقافة التراث الغني للجزائر وتسليط الضوء على مساهمتها الكبيرة في الثقافة العالمية. في الواقع ، تتمتع الجزائر بتراث ثقافي ثري للغاية، نتاج قرون من التاريخ، والذي يعكس أصالة ونبل أمتنا.

السيدات والسادة؛

 

 

إِنَ اِحْتِفَاءنَا اَلْيَوْم "بالراي" يُؤَكِدُ الأهمية التي يٌولِيها السيد رئيس الجمهورية  لِهُوِيَةِ الأُمَـــــة وتُرَاثِهَــــــا الثقافي من خلال الحِرْصِ على تَرقِيته وحِمَايته من الاِنْدِثَارِ وهو ما أكد عليه مؤخرا على هامش الحفل التكريمي للمرأة الجزائرية يوم 8 مارس 2023 أين دعا إلى حماية التراث الجزائري من التقليد ومحاولات الاستيلاء على مكوناته من قبل مزوري التاريخ، إذا لم يَسلم أَيُ عٌنصرٍ من عناصر هذا التُراث الثري من محاولات التَحرِيف والسرقة على غرار "الزليج" و"الحايك" و"خيط الروح" و"البلوزة الوهرانية" و"القندورة القسنطينية" و“سروال الشلقة” و“الكاراكو” بل ٳٍمتَدَ حتى إلى اَلْصُوَر التُراثية وسِجِلْ الأغاني للشَيْخَيْنِ القَدِيرَيْنِ رابح درايسة وعبد المجيد مسكود.

 

 

في هذا السياق، أود أن أحيّي الوعي والإحساس العالي بالوطنية لدى الرجال والنساء الجزائريين، وخاصة الشباب، الذين يتواجدون بقوة في المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل مواجهة كل من يجرؤ، عبثًا، على التعدّي على تراثنا الثقافي واحتكار عناصر هويتنا الوطنية.

 

 

هذه التعبئة الشعبية، التي تعكس مستوى الوعي الجماعي وروح المسؤولية في مجتمعنا، يقودها فنانون وكتاب ومؤرخون وشباب يغارون على وطنهم، تشجعنا على مضاعفة جهودنا والمضي قُدُمًا من أجل حماية تراثنا الثقافي بجميع مكوناته وكافة أشكاله، وحفاظا على هذا الكنز الوطني لنقله سالما إلى الأجيال القادمة.

 

 

ستعمل الجزائر وشعبها بحزم على منع المعتدين على هويتها الثقافية، في مواجهة جيش من المتصَيّدين، الذين يرتدون بهرج القرون الوسطى والمدربين والمتخصصين في السرقة والنهب الثقافي على شبكات التواصل الاجتماعي، والذين يحاولون سلب الجزائر للعناصر المكونة لهويتها الثقافية وتراثها المادي وغير المادي.

 

 

سيداتي وسادتي ؛

 

 

أود أن أغتنم هذه الفرصة لأحيي الشراكة ذات الجودة بين الجزائر واليونسكو في العديد من المجالات ، ولا سيما من خلال استضافة بلدنا للمركز الإقليمي لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا ، الفئة 2 ، تحت رعاية اليونسكو والتي تستضيفها الجزائر لوضعها في خدمة الترويج للتراث الثقافي غير المادي لأفريقيا.

 

 

أخيرًا ، نكرر عزم الجزائر على مواصلة العمل مع منظومة الأمم المتحدة بشكل عام واليونسكو بشكل خاص للنهوض بالثقافة وتقوية الجهود الدولية للحفاظ على التراث.

 

 

شكرا على حسن انتباهكم.

 

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج